عندما أوقف المهاجم الروماني أدريان موتو لمدة سبعة أشهر في وفمبر 2004م بسبب ثبوت تناوله الكوكائين، ظن الكثيرون أن مسيرته في عالم كرة القدم انتهت لا محالة.
لكن رد لاعب تشيلسي الإنجليزي وقتها جاء سريعاً مؤكداً أنه سيعود لاعباً أقوى وعلى مستوى أعلى، وكان الدليل على قوله الذي لم يعره البعض أي اهتمام فور إنهائه عقوبته ووصولاً إلى العام الماضي والموسم الحالي حيث اثبت "هاجي الصغير" كما أطلق عليه عند بزوغ نجمه أنه القلب النابض للمنتخب الروماني بقيادته للتأهل إلى نهائيات كأس أمم أوروبا التي تستضيفها النمسا وسويسرا.
ورغم ظهوره بارد الأعصاب في المباريات حيث يسجل الأهداف بحنكة وروية في آن معاً، بدت حياة موتو صاخبة بعيداً عن المستطيل الأخضر، إذ لم يكن إيقافه بسبب تعاطيه الكوكايين المشكلة الوحيدة في حياته الشخصية، فبعد سنتين من الزواج بالمذيعة التلفزيونية المعروفة في رومانيا أليكسندرا ديما اختار طريق الطلاق وخسر رعاية طفله ماريو لصالحها مما جعله يضطر إلى الذهاب دورياً إلى العاصمة الرومانية بوخارست لرؤيته.
ولم تكن الحال مختلفة في تشيلسي، إذ أن جموحه وتهوره وضعاه في مشاكل جمة مع المدربين الإيطالي كلاوديو رانييري وخليفته البرتغالي جوزيه مورينيو.
ومن قيادته مخموراً وخسارته رخصة قيادته إلى علاقته المشبوهة بممثلة أفلام إباحية أفاد طبيب نفسي أشرف عليه بأن النجم الروماني يعاني من مشاكل نفسية، إلا أن هذا الأمر لم يمنع يوفنتوس الإيطالي من ضمه إلى صفوفه بعد طرده من تشيلسي.
ورغم أنه لا يمكن اعتبار أن هذه الصفقة كانت ناجحةً إلى أبعد الحدود، حيث لم يستفد فريق "السيدة العجوز" من خدماته كثيراً، إلا أنها أعادت الثقة إلى موتو وإلى المجتمع ببقائه على "قيد الحياة" كروياً.
ولم تحل هذه المحطة السلبية الجديدة في إيطاليا دون طلب فيورنتينا توقيعه ليكون بيضة القبان في الفريق، حيث وجد طريقه إلى النجومية مجدداً بوقوفه بين أفضل هدافي "الكالتشيو".
عاش موتو "عصر النهضة" في فلورنسا التاريخية وبلغ في الموسم المنتهي قمة مستواه لاعباً، وتقمص دور القائد الملهم في فريقه الذي حافظ على موقعه بين فرق المقدمة رغم بيعه نجمه الأول لوكا توني إلى بايرن ميونيخ بطل ألمانيا.
كما لعب صاحب القميص رقم 10 الدور الأكبر في بلوغ الفريق "البنفسجي" الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي، كما سجل هدفاً رائعاً أمام أيندهوفن الهولندي بتسديدةٍ بعيدة المدى، إثر ركلة حرة مباشرة اختير من أجمل أهداف الموسم في البطولات المختلفة.
ومن دون شك كان موتو محظوظاً بوصوله إلى فيورنتينا، حيث احتضنه المدرب تشيزاري برانديللي مطلقاً سراحه في الملعب بمنحه دور اللاعب الحر مما دفعه إلى القول: "تشيزاري بمثابة أبٍ ثانٍ لي، فهو يعرفني جيداً ولا أخفي أي أسرارٍ عنه. أنا محظوظ لأنني أعمل مع شخصٍ مثله".
كما لا ينسى موتو فضل المدرب فابيو كابيللو عليه، لأن الأخير منحه فرصةً ثانيةً لإعادة إحياء مسيرته عندما أعاده إلى إيطاليا للدفاع عن قميص يوفنتوس.
ويعتبر موتو أن حياته الشخصية لم تعد متوترة منذ أن التقى بعارضة الأزياء كونسويلو ماتوس (من جمهورية الدومينيكان) التي اقترن بها صيف 2005م وأنجبا بعد عام طفلتهما أدريانا.
27 هدفاً سجلها "هاجي" الألفية الجديدة في 60 مباراة دولية دافع فيها عن ألوان المنتخب الأصفر المطالب بالعودة للسير على درب المجد التي شقها "جورجي العظيم" منتصف تسعينيات القرن الماضي، واضعاً رومانيا بين الكبار الذين ستواجه ثلاثة منهم في "يورو 2008" بعد وقوعها في المجموعة الثالثة الحديدية إلى جانب منتخبات هولندا وفرنسا وايطاليا.