konig Admin
عدد الرسائل : 407 العمر : 42 الأوسمة : تاريخ التسجيل : 18/05/2008
| موضوع: هذا الشيخ ليس من العلماء الكبار الجمعة مايو 23, 2008 1:59 am | |
|
هذه الكلمة يرددها بعض الناس إذا أراد أن يرد كلاما قاله أحد المشايخ، أو إذا أراد أن يصرف أحدا عن السماع لهذا الشيخ أو الأخذ منه، و خاصة فيما هو من باب إنكار المنكر، و التحذير من البدع و التنبيه على الخطأ. و هذا الباطل، الذي هو من نفثات الشيطان، ليصرف عن السماع للحق أو قبوله
وهذه كلمة مردودة من وجوه
[الوجه الأول] منها:
أن الأصل ألا يرد الكلام بالأشخاص، بل يقبل الكلام و يرد بحسب موافقته للحق و مخالفته له، فإن وافق الحق قبلناه، و إن خالف الحق رددناه، أما أن يرد الكلام على قائله لمجرد أن قائله ليس من العلماء الكبار فلا، لمخالفته الأصل، و هو
أن الحق لا يعرف بالرجال
[الوجه الثاني] و منها:
أن كون القائل من العلماء الكبار لا يعني أن كل كلامه حق، و كذا كونه من المشايخ الذين لم يصلوا إلى درجة العلماء الكبار لا يعني أن كل كلامه باطل، و كما جاء عن الإمام مالك رحمه الله
ما منا إلا راد أو مردود عليه إلا صاحب هذا القبر
فعاد الأمر إلى النظر في دليل هذا القائل و مدى موافقته للحق أو مخالفته
[الوجه الثالث] و منها:
أن هذه الكلمة فيها تزهيد للناس في العلماء وتضييع لحقهم، ما دام العالم غير معروف عندهم، أو ليس لهم به عناية، أو ليس له شهرة
[الوجه الرابع] و منها:
أن هذه الكلمة فيها إساءة أدب في حق العلماء، و الواجب حفظ حقوقهم، و اعتبار ما ظهر من حالهم بحسب الكتاب و السنة، وما كان عليه السلف الصالح
[الوجه الخامس] و منها:
أن هذه الكلمة أصبحت من معاول الهدم عند أهل البدع، يردون بها كلام أهل السنة و الجماعة، فكل عالم يحذر من بدعة يقعون فيها، أو من خطأ يتجارون فيه، يدفع كلامه، و يحذر منه بأنه ليس من العلماء الكبار، فينبغي مخالفة أهل البدع و الحذر من مناهجهم التي يحاربون بها الحق وأهله
[الوجه السادس] و منها:
أن معنى هذا الكلام أنه لا حق في إنكار الخطأ الذي يقع فيه هؤلاء الذين يسمون بالدعاة، أفرادا أوجماعات إلا لمن كان عندهم من العلماء الكبار، و هذا غير صحيح، يخالف عموم قول الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان
[الوجه السابع] و منها:
أن الله عز و جل إنما أمر بالرجوع إلى أهل العلم بالكتاب و السنة-أهل الذكر- و لم يشترط أن يكونوا من المشهورين أو من العلماء الكبار، فقال تعالى و مآ أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، بالبينات و الزبر و أنزلنا إليك الكتاب لتبين للناس ما نزل إليهم و لعلهم يتفكرون
[الوجه الثامن] و منها: أن واقع حال قائل هذه الكلمة يدل على أنه يريد فقط تقرير البدعة و ترك إنكارها، لأنك حتى لو جئت بكلام أهل العلم الكبار في رد هذه البدعة، أو هذه المقالة الباطلة، أو في توضيح خطأ هذا الرجل أو ذاك لرده أيضا ------------------------------------- الشيخ محمد بازمول
المرجع: العبارات الموهمة، الصفحة 56
الباب: المنهج
المصدر سحاب
| |
|